مقال (رأي حُرُّ في فتنة سوريا وغيرها) للشيخ الجامية سعد بن عبدالرحمن الحصين

الخلاصة:
———
1. حافظ الأسد ولي أمر

2. مقرر العقيدة في المعاهد الحكومية الدينية الذي أُلف في عهد حافظ الأسد خير من مقررات العقيدة في جميع المدارس الدينية الخاصة ، ومن بينها مدارس حزب الإخوان المبتدع.

3. منع اللحى والحجاب ومجزرة حماة مجرد إشاعات يروج لها الإخوان المسلمون.

4. الشعوب الثائرة في وجه الطغيان حزبيون وحركيون غوغائيون مخالفون لشرع الله ومفسدون في الأرض لأن شرع الله ينهى عن منازعة من ولاه الله الأمر!!

5. احتجاجات حماة وتدمر ضد حافظ الأسد كانت فتنة بين الراعي وعدد من أفراد رعيته ، وقام الراعي بما يمليه العقل ويُقرّه الشرع : مقاومة الفتنة إلى حدّ قتل الباغي أو سجنه أو تعزيره.

6. ثورة الشعب السوري على النصيري بشار فتنة شاركتْ فيها الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا وغيرها بحجة أن الراعي يقتل رعيّته ، وفق مبالغات وسائل الإعلام وتقارير الثوار ، وبحجة رفع الظلم عن الثائرين فيما يُسمّى : الشرعيّة الدوليّة وهذا مخالف لشريعة الله في آية الحرابة وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد ، يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه ” . رواه مسلم

7. النصيرية ليسوا كفارا أصليين كما يزعم المنتسبون إلى السنة، ولا يجوز تحكيم كلام ابن تيمية رحمه الله عن أُمّة خَلَت قبل عصره على مُعيّن بعد موته بسبعمائة سنة.

المقال ويليه رده على الشيخ صالح اللحيدان:
————————————

رأي حُرُّ في فتنة سوريا وغيرها

سعد بن عبدالرحمن الحصين

أكثر الآراء مقيّدة بالتقليد ، وبالنقل عن وسائل الإعلام الفاسقة ، وبالعاطفة ( أي الهوى ) مع فئة أو ضدّ فئة ، ويجمع الثلاثة البعد عن التثبّت الذي أمر الله به كل مؤمن : ( ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا ) وفي قراءة مشهورة : ( فتثبتوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ، ويجمع الثلاثة غياب العدل الذي أمر الله به المؤمنين في معاملة أعدائهم الذين صدّوهم عن المسجد الحرام : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدّوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ) ، (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) .
ولأنّ الله هيّأ لي ما لم يهيّئه للأكثيرين فأقمتُ في بلاد الشام أكثر من عشرين سنة في خدمة الدعوة على منهاج النبوة التي تبثها دولة التوحيد والسنة في أنحاء المعمورة ، وما يتبع ذلك من تقديم الغذاء والكساء والكتب الدينية المطبوعة محليّاً أو المقدم عَيّنات منها لمدير مكتب الحدود ، وبناء المساجد ونحو ذلك .
ومع أنّي ابتُليتُ بما لم يُبتل به الأكثرون من المضايقات الأمنيّة ، فلا أختار لنفسي إلا ما اختاره الله لي من قول الحق والعدل ولو خالفه الأكثرون :
أ – سبق هذه الفتنة فتنة أخرى قبل ( 30 ) سنة ، لو نعتبر :
1 – بدأت الفتنة بمظاهرة في حماة احتجاجاً على حذف ثلاث كلمات تُقرر أن : ( الإسلام دين الدولة ) من الدستور الجديد .
وقد وفّق الشيخ مُلاّ إسماعيل – رحمه الله – ( شيخ حمدي السلفي وفقه الله) في إيجاز القصة بقوله : ( أخطأ المتظاهرون لتمسّكهم بهذه الجملة لأنهم يعلمون أن الإسلام لم يكن دين الدولة منذ الحكم العثماني وبخاصة في الاعتقاد الأعظم أمور دين الإسلام ، وأخطأت الدولة لحذفها ثلاث كلمات كان الأولى إثباتها درءً للفتنة .
2 – وفرّق رجال الأمن المظاهرة كالعادة ، وكالعادة ردّ المتظاهرون بالعنف فحاولوا تفجير مركز للجيش في الأزبكيّة من دمشق ، ولعله أول تفجير انتحاري ، ولما وَجَد سائق سيارة المتفجرات عوائق اسمنتيّة تحول بينه بين الدخول بسيارته إلى المركز اضطرب وفرّ تاركاً السيارة تنفجر في الشارع فقتل عشرات من المارّة .
3 – وتطور التظاهر إلى عصيان مسلّح وكانت الغلبة لسلاح الدولة فهرب قادة العصيان إلى البعث العراقي ، وانتهت أحلام اليقظة بعد أن سُمِّي وزراء الدولة الجديدة التي ماتت قبل أن تولد ، ولعلّ الله اختار الخير فإن أخطاءها محسوبة ظلماً على الدين ، أما الدولة الحاكمة فأخطاؤها محسوبة على العروبة والاشتراكية ، ولن قبل منها صرف ولا عدل ، ولم تتأثر مناهج التعليم الدينية بالعروبة ولا بالاشتراكية بل إن مقرر العقيدة في المعاهد الحكومية الدينية الذي أُلف في عهد حافظ الأسد خيرُ من مقررات العقيدة في جميع المدارس الدينية الخاصة ، ومن بينها مدارس حزب الإخوان المبتدع ، وخير من المقرر في معهد أبو النور لمشيخة الطريقة النقشبندية من تأليف عبد المجيد الزنداني تجاوز الله عنه .
وقد ألّف المقرر الحكومي : البُغا والخنّ وقلعجي ، وخيرهم : علي الشوربجي .
4 – تراوحت الاحصائيات عن عدد القتلى في حماة نتيجة لهذه الفتنة بين ( 000/20 ) كما ذكرت مجلة المجتمع الإخوانية في الكويت و ( 000/30 ) كما ذكر أمين الندوة العالمية للشباب الإسلامي الإخوانية في الرياض و (000 /70 ) كما ذكر الشيخ محمود الإستنبولي من سوريا رحمه الله .
ثم ظهر تقرير تحالُف الثوار ( إخوان وقوميين عرب وبعثيين عراقيين وسائر الخارجين على الدولة على اختلاف انتماءاتهم بين إسلامي وعلماني ) بعنوان : ( حماة مأساة العصر ) فعدوا نحو ( 000/3 ) .
ومع أن أقل تقدير باسم الثوار فلا يزالون هم وغيرهم يكيلون بالألوف وعشرات الألوف ولا ذكر للأرقام بين ( 1 ) و( 999 ) فهي لا تصلح للإثارة ولا لجمع التبرعات ، أما آيات التثبت والعدل والوزن بالقسطاس المستقيم فالغالب أنها تُقرأ للحفظ لا للتدبر ولا للعمل ، نستغفر الله ونعوذ به من أن نَظلِم أو نُظلَم .
5 – وانتشرت الشائعات بمنع اللحى والحجاب ومحو ( حماة ) من وجه الأرض ؛ فذهبتُ فور توقف القتال وشاء الله أن يكون جاري في الصلاة ضابط مُلتح وعرفتُ لأول مرة أن الجيش السوري لا يمنع الإلتحاء بين أفراده خلافاً لكثير من الدول العربية والمسلمة ولم أر حجاباً ( بعد السعودية ) أكثر منه في سوريا ، وزرتُ حماة مع بعض إخواني في الدين والنسب أكثر من مرة ، وفي إحدى المرات اصطحبنا وعد باطلاعنا على الدمار فلم نره في بيت واحد ، ولم يزل أمين الندوة العالمية الإخوانية حتى مات رحمه الله يؤكد محو ( حماة ) من وجه الأرض ، بل ردد هذه الشائعة قبل أشهر كبير القضاة ( في بلد مسلم ) ، مع أنه لم يُبتل باتباع المناهج الحركية الحزبية المبتدعة ولكنه لم يسلم من اتباع دعاياتها المضلة ، وردد كبير القضاة فرية قتل عشرات الألوف ، والحقيقة أن الأُذن قد تَحلّ محل العقل في هذا العصر إلا لمن رحمه الله ؛ فكيف إذا حلت محل الخلق الشرعي !؟ .
بـ – وجاءت الفتنة الحاضرة ، ورأيتُ فيها أنها :
1 – بدأت تقليداً للفتن المتتابعة التي كانت شرارتها الأولى إحراق تونسي نفسه سخطاً على تقدير الله رزقه عافانا الله مما ابتلاه به ، واغتنمها الحزبيون والحركيون الغوغائيون في عدد من بلاد العرب مخالفة لشرع الله وإفساداً في الأرض .
فشرع الله ينهى عن منازعة من ولاه الله الأمر إلا أهل الحل والعقد إذا رأوا كفراً بواحاً معهم عليه من الله برهان : آية محكمة أو حديث صحيح بفهم فقهاء الأمة في القرون الخيرة ، وقال الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) .
والفساد في الأرض يلازم المظاهرات والاعتصامات والثورات والاضرابات منذ بدايتها حتى نهايتها ، ينقص الأمن والأنفس والمعايش ، والخدمات التي توفرها الدولة غالباً مهما كان حالها .
2 – في الفتنة الأولى بقي النزاع بين الراعي وعدد من أفراد رعيته ، وقام الراعي بما يمليه العقل ويُقرّه الشرع : مقاومة الفتنة إلى حدّ قتل الباغي أو سجنه أو تعزيره ، وقال الله تعالى : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ) .
ولأن السلفيين يُحَكّمون ما أنزل الله فلم يَخرجوا ولم يفسدوا ولم يَقتلوا ، وعلى هذا لم يُقتل منهم أحد ولم يُسجن منهم إلا الشيخ محمد عيد العباسي ووكد لي بعد خروجه من السجن أنه خرج عن منهاج السنة فأعطى قريباً له مالاً طُبع به ديوان لمروان حديد من حزب الإخوان ، لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ، بل يثير الفتنة بين الراعي والرعية كعادة الحزب المفسد ، وفهمتْ منه أنه اشتُرى ببعض المال سلاح لقتال ولاة الأمر .
وفي الفتنة الأخيرة شاركتْ الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا وغيرها في الفساد بحجة أن الراعي يقتل رعيّته ، وفق مبالغات وسائل الإعلام وتقارير الثوار ، وبحجة رفع الظلم عن الثائرين فيما يُسمّى : الشرعيّة الدوليّة ؛ أما شريعة الله في آية الحرابة وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد ، يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه ” . رواه مسلم ؛ فتبقى في الكتاب والسنة إلى أن تكون معنا .
جـ / يحتج المنتمون إلى السنة بأن رأس الدولة ينتمي إلى طائفة قال عنها ابن تيمية – رحمه الله – أكفر من اليهود والنصارى :
1 – هل يجوز تحكيم كلام ابن تيمية رحمه الله عن أُمّة خَلَت قبل عصره على مُعيّن بعد موته بسبعمائة سنة !!؟
2 – وهل كان المنتمون إلى السنة ( منذ عصره إلى يومنا هذا ) من أهل السنة حقاً ( غير النّادر ) ، وقد نفوه وسجنوه حتى مات رحمه الله لجهره بالتوحيد والسنة ، والأكثرون يقترفون أو يقرون الشرك والابتداع !! .
واليوم ( في كل بلاد الشام المباركة المقدسة ) : أكثر أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة والأنصاب والأشجار المعتقد فيها والمدعوّ من سُميتْ باسمه هي خاصة بالمنتمين للسنة أو مشتركة بينهم وبين اليهود والنصارى ( كما في المسجد الإبراهيمي بالخليل من أرض فلسطين : (4 ) لليهود والنصارى ، و( 7 ) للمنتمين للسنة ) ، ودعاء غير الله أسوأ ما يُميّز الطوائف الأخرى ، ويجتمع المنتمين للسنة مع المنتمين للشيعة على وثن باسم السيدة زينب ، وسمعتُ بأذني مرة رئيس مؤسسة دينية يطلب من آخر ذبح خروف عند السيدة زينب كفارة ظلمه له !! ؛ ويجتمع المنتمون للسنة مع النصارى على تقديس ثلاثة أوثان باسم الخضر ، جُهّز أحدها بمذبح للقرابين في بلد واحد ، ومع غيرهم أو منفردين على آلاف الأوثان في مختلف بلاد العرب والمسلمين عدا السعودية وبعض دول الخليج .
وأشهد أن الذبح لوثن باسم خالد بن الوليد في حمص لم يتوقف إلا منذ عشرين سنة ، أوقفه وزير للأوقاف في دولة البعث ، وأوفق معه الصلاة على أبوي النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان في أحد مساجد المنتمين للسنة ، ردهم الله إلى دينه الحق ، وهذا لا يعني بالضرورة توقف أصحاب القربان الوثني عن نذرهم لغير الله ، ولكن الوزير رحمه الله عمل ما استطاع فأمر المسئول عن جمعية خيرية باستلام القربان وذبحه في الجمعية باسم الله ، وتقديم لحمه للمحتاجين ، ومن سننه الحسنة أنه أخذ موافقة حافظ الأسد على فتح مراكز الأسد لتحفيظ القرآن في كل مسجد يرغب أهله في ذلك ، وفي حالة نادرة تحول المركز إلى معهد شرعي سلفي ثم ابتُلي بالمبتدعة فأفسدوه !!.
د / تجاوزات موظفي المؤسسات الأمنية قد تكون هي شر ما يسيء إلى علاقة الراعي بالرعية في كل نظام ( وبخاصة النظم الاشتراكية ) ، بل قرأتُ في مذكرات مسئول أمني متقاعد في بريطانيا أن المؤسسة الأمنية وأفرادها يعيشون على الظن ولولاه لما تطورت المؤسسة وكثر موظفوها ، ثم إن الأمنيين تحيط بهم هالة من السرية يأمنون في ظلها المحاسبة الدنيوية ، وقليل منا من يستحضر المحاسبة والمعاقبة الأخروية ! نستغفر الله .
فقد ثاروا على خليفة النبي صلى الله عليه وسلم الثالث عثمان رضي الله عنه وقتلوه ، وعلى الخليفة الرابع ابن عمّ رسول الله فقتلوه ، ولو لم يوجد ناعق الثورة الفرنسية ، ثم الثورات العربية منذ جمال عبد الناصر وعبد الكريم قاسم والسلال والقذافي وصدام والبعث العراقي والسوري ، وثورة الخميني وهي الأقرب إليهم تؤزهم أزّاً ، ولو لم يُحرق التونسي نفسه ؛ لوجدوا قدوة أخرى .
ولقد تسوّر الأمنيون منزلي في سوريا الاشتراكية وفي الأردن الرأسمالية ؛ عرفتُ ذلك من آثار أحذيتهم العسكرية ، ومن أنهم لم ينقصوا المنزل شيئاً من أثاثه ، غير بضعة كتب يعلم الله أني لم أجز نشرها لما فيها من تعد على ولاة الأمر هنا أو هناك ، ومع ذلك لم تأخذني العزة بالإثم بل استمر نهيي عن منازعة ولاة الأمر ولو جاروا ولو ظلموا ، والظلم غالباً يتعلق بصغار الأمنيين وهم من أفراد الشعب ، وقد لا يرضى به كبارهم بدليل أن حافظ الأسد نفى أخاه رفعت ، ونفى ميشيل عفلق لتجاوزهما الحدود في العلاقة بين الراعي والرعية .
وإني لأدعُو لجميع ولاة المسلمين بالهداية والتوفيق ، وأدعو لعامتهم أن يطهر قلوبهم وأعمالهم ومساجدهم من الشرك والبدع والفتن والمعاصي ما ظهر منها وما بطن ، ونحو ذلك مما يُكمل نقص القانتين والخطباء الذين يدعون لهم بالنصر ، ويحرمونهم الدعاء بالهداية وهم في أشد الحاجة إليها .
قال لي عبد الله المطوع ومانع الجهني – رحمهما الله – وهما ممن خدع بالدعاية الإخوانية : لمصلحة مَنْ تنفي قتل عشرات الألوف ومحو حماة عن وجه الأرض ؟ ، قلت : لأن حزبكم وحلفاءه لم يزيدوا في دعواهم عن آحاد الآلاف ، وعادتهم المبالغة ، ولأن حماة موجودة على وجه الأرض ، فلمصلحة الشرع والحق والعدل واتباعاً للآية المحكمة والحديث الصحيح ، ومَنْ رضي فله الرضى ، ومن سخط وهم الأكثرون دعونا لهم بالهداية وبكلمة الحق والعدل في الغضب والرضا .
7 / 5 / 1433 هـ .
سعد الحصين

من : سعد الحصين .
إلى معالي الشيخ / صالح بن محمد اللحيدان – أصلح الله حاله ومآله .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد :
فقد أطلعني بعض إخواني في الدين والدعوة على تصريحاتٍ منسوبةٍ إليكم عن أحوال الفتن في بعض الدول العربية ؛ وقد كان علماء السّنّة ( من أمثالكم ) ينهون عن المشاركة في الفتن بقول أو فعل .
ويروى عن الإمام أحمد – رحمه الله – أنه قال : ( الإمساك في الفتنة سُنة ماضية واجب لزومها … ولا تُعنْ على فتنة بيدٍ ولا لسان ، ولكن أكفُفْ يدك ولسانك ) ، طبقات الحنابلة ( 1/58 ) .
وأوْصى الآجري رحمه الله : ( بترك الخوض في الفتنة ؛ فإن الفتنة يفتضح عندها خلق كثير ) ، الشريعة ( 1/393 ) .
وحذّر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – من الخوض في الفتن بقول جامع :
( وممّا ينبغي أن يُعلم أن أسباب هذه الفتن تكون مشتركة ، فَيَرِد على القلوب من الواردات ما يمنعها من معرفة الحقّ وتصوّره ، فضلاً عن إرادته وطلبه ) ، منهاج السنة ( 4/538 ) .
واجه الإمام أحمد – رحمه الله – بـ(نفسه وعلمه واعتقاده ) فنتةً لا يُعْرَف أنها تكرّرت في تاريخ المسلمين ؛ ثلاثة ولاة من ولاة المسلمين ( المأمون ، والمعتصم ( وا معتصماه ) والواثق ) يُقسرون علماء السنة على مخالفة صحيح المعتقد بدعوى خلق القرآن ، ويُقتل بعض العلماء ، ويُسجن ويُجلد بعضهم ، ومنهم الإمام أحمد ، ويُمنعون من تعليم الدين ، ومع كلّ ذلك لا يجيز الإمام أحمد لنفسه ولا لغيره الخروج على أحد منهم ، فكيف بولي الأمر الذي لم يأمر بالمعصية ولم يقتل أو يجلد أو يسجن عليها ؟!
وأسباب فتنة الخروج مختلفة كما في قول ابن تيمية رحمه الله ، ولو كان الدين بينها فليس أهمّها ، ولو كان – جدلاً – فهل يُحَكّم الغوغاء وأكثرهم :﴿ لا يشكرون ﴾ ولا : ﴿ يعلمون ﴾ ، ﴿ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ﴾ ، وأشهد أنّ أكثر أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة في البلاد العربية التي تحرّكت فيها الفتن هي للمنتمين للسّنة : ( الرعيّة لا الرّعاة ) سدنتها وعابديها .
ولأني أستبعد صدور ما نُسب إليكم منكم ، لعلمي بما تفضل الله به عليكم من علم وعمل ودعوة إلى ذلك ، وأنكم أحرى الناس بالاستجابة لوصيّة الله لعباده : ﴿ ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ ، وأنكم ممّن يَرجع إلى الآية والحديث ، والفقه فيهما ممن ثبتت له الخيرية ، لا إلى الجرايد ولا الانترنت ، ولا الفضائيات ، ولو لبست لباس الدين ، مثل : حِرَاء الصوفيّة ، والمجْد الحركيّة الضائعة بين وبين .
لذلك ؛ فإني أرغب في نشر هذه الرّسالة تبرئة لكم وقطعاً لدابر المتقوِّلين عليكم ، إن لم يردني منكم ما يمنع النشر .
وواضح من بعض الكلام المنسوب إليكم أنّه ليس لعامة الناس الخروج على ولي أمرهم ولو ظلم أو فجر ، بل ولو كفر ، وإنما ذلك لأهل الحلّ والعقد القادرين على ( معرفة الحقّ وتصوّره ) كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله آنفاً ؛ ولكن الغوغاء ( ومنهم الحركيّون والحزبيّون الإسلاميّون بزعمهم ) يعصون الله ورسوله وأولي أمرهم بخروجهم عليهم ، ثم هم يستفتون العلماء ليأخذوا من كلامهم ما يوافق أو ما لا يخالف معصيتهم وينذون الباقي .
نصر الله بكم دينه .
سعد الحصين .

إِذَا تَرَكَ النَّاسُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ يَبْتَلِيهِم الله بِأَنْ يُوقِعَ بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ حَتَّى تَقَعَ بَيْنَهُمْ الْفِتْنَةُ

قال الإمام ابن تيمية: وقَوْله تَعَالَى {إلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} قَدْ يَكُونُ الْعَذَابُ مِنْ عِنْدِهِ وَقَدْ يَكُونُ بِأَيْدِي الْعِبَادِ فَإِذَا تَرَكَ النَّاسُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ يَبْتَلِيهِمْ بِأَنْ يُوقِعَ بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ حَتَّى تَقَعَ بَيْنَهُمْ الْفِتْنَةُ كَمَا هُوَ الْوَاقِعُ؛ فَإِنَّ النَّاسَ إذَا اشْتَغَلُوا بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَمَعَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَأَلَّفَ بَيْنَهُمْ وَجَعَلَ بَأْسَهُمْ عَلَى عَدُوِّ اللَّهِ وَعَدُوِّهِمْ وَإِذَا لَمْ يَنْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَذَّبَهُمْ اللَّهُ بِأَنْ يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} يَدْخُلُ فِي الْعَذَابِ الْأَدْنَى مَا يَكُونُ بِأَيْدِي الْعِبَادِ كَمَا قَدْ فُسِّرَ بِوَقْعَةِ بَدْرٍ بَعْضُ مَا وَعَدَ اللَّهُ بِهِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ الْعَذَابِ.
[مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 15/ 45]

المدخلي يخذل أهل الشام ويتهمهم بالفتنة وسوء القصد

كتب الشيخ ربيع المدخلي مقالا بعنوان “التحذير من الفتن ومن الديمقراطية ومشتقاتها” ومماجاء فيه:

– ” ثورات ما يسمى بالربيع العربي على حكامهم كانت خالية من هذه المعاني والمقاصد الإسلامية النبيلة” !

– ” فإذا كان الخروج على الحاكم لدوافع غير إسلامية، ولا يقصد بهذا الخروج إعلاء كلمة الله كان هذا الخروج غير شرعي، ولا يحل لمسلم المشاركة فيه لما فيه من الظلم والفتن ” !

– ” أما موقفنا من المظاهرات وما ترتب عليها من فوضى ومذابح ومجازر ذهب ضحيتها ألوف مؤلفة من الأرواح في ليبيا وسوريا.
وكم انتهكت من الأعراض وكم شردت من الأسر وكم دمرت من الممتلكات في هذين البلدين .
اسألوا المساكين والشيوخ والعجائز واليتامى الذين قتل آباؤهم في هذه الحروب، والأرامل اللاتي هلك أزواجهن في هذه الفتن وخلفوا لهن أطفالاً يتامى، اسألوا هؤلاء جميعاً هل هم راضون عن هذه الفتن ونتائجها الخطيرة التي تأتي على الأخضر واليابس؟
موقفنا من هذه الأمور الاستنكار الشديد وتبرئة الإسلام من هذه الجاهليات التي يرتكبها نظام هذين البلدين وحكامها.
ويشاركهم في أوزار ذلك خصومهم دعاة الحرية والديمقراطية المتسببون في هذه الفتن.
ونحذر السلفيين وكل من يستجيب لصوت الإسلام من المشاركة في هذه المذابح وما رافقها من تدمير وهتك واسع للأعراض وتشريد لآلاف الأسر؛ لأن الإسلام يحرم هذه الأعمال المتناهية في الوحشية، ويدين أهلها، ولا ناقة له فيها ولا جمل .” !

– ” نصحنا الشباب السلفي ومن يقبل النصح بالابتعاد عن المشاركة في هذه الفتن ” !

– ” سبقنا إلى مثل هذا الموقف شيخ الإسلام ابن تيمية وعلماء عصره” !

قال شيخ الاسلام : ” كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله، ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال؛ فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا، وإن كثيراً من القائلين الذين اعتقدوا هذا قتالا شرعيا أجروا على نياتهم” . إلى قوله : “فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم؛ نصرهم على عدوهم نصرا عزيزاً، ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلاً لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك، فإن الله تعالى ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد”. الاستغاثة: (2/732-738)

تعليق الشيخ الدكتور عبد الله الفارسي على كلامه:
————————————————-

وفي تلكم الكلمات طوام منها :

1- التلبيس بوصف جهاد الشعب السوري لازالة طاغوت خبيث بأنه “مظاهرات” و”فتن” وغير ذلك !

2- الزعم بأنهم يقاتلون لغير الله وأن مقصدهم غير صحيح !

3- اتهام ضمني للمجاهدين بالشرك الأكبر لأنه نقل كلام شيخ الاسلام الذي قاله في حق من سمعهم باذنه يستغيثون بالأموات !

وهذا جزء مما نقله المدخلي عن شيخ الاسلام :

“يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم، وقال بعض الشعراء:
يا خائفين من التتر … لوذوا بقبر أبي عمر
أو قال:
عوذوا بقبر أبي عمر … ينجيكم من الضرر
فقلت لهم: هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا “.

فشيخ الاسلام يصف حال قوم يسمعهم يشركون بينما المدخلي الذي يفتري عليه ويتلصق به ينسب لقوم ما سمعنا منهم إلا ” يا الله ما لنا غيرك” أنهم مشركون مستغيثون بغير الله !

4- شيخ الاسلام أثنى على من وصفهم بأهل المكاشفة أنهم ” لم يقاتلوا في تلك المرة” والمدخلي يفتري عليهم بأنهم خذلوا – بتشديد الذال – عن القتال ! والفرق واضح .

ومع ذلك يصيح المدخلي مشتكيا ومتباكيا :
” يتهمون السلفيين بأنهم يؤيدون القذافي الليبي والأسد السوري ونظامه النصيري الباطني، وقد أسرفوا في ترداد هذا الإفك وينشرونه في المواقع.” !

طبيعة جهاد “ربيع المدخلي” في أفغانستان

يتشدق المداخلة بذهاب ربيع المدخلي إلى أفغانستان, و يزعمون أنه جاهد فيها (و ما أكثر المجاهدين عند المداخلة فكل من رفع صوته بالسب و الشتم و إيذاء المؤمنين فهو عندهم مجاهد, شيخ محنة )
و كنتُ قد وقعت على كلام للشيخ “حسين بن محمود” في مقالته الماتعة التي فضحتهم “تعريف العامي بالمذهب الجامي”,يقول فيه بأن بداية الطائفة كانت في أفغانستان:
قال حفظه الله:
(بعد تتبع خطب ومقالات أئمة الجهاد في هذا الزمان وعلى رأسهم الشيخ عبد الله عزام رحمه الله ء تيبّن لي أن الجامية نشأت قبل حرب الخليج الثانية ، وبالتحديد : قبل بضع سنوات من نهاية الحرب الأفغانية السوفييتية ، فقد كان الجامية يذهبون إلى بيشاور ويخذلون الشباب عن الجهاد الأفغاني ، وكانوا ينشطون في جزيرة العرب فيصرفون الناس عن التبرّع للجهاد الأفغاني بحجج كثيرة منها : أن الأفغان مشركون قبوريون ، وأن الحرب في أفغانستان ليست إسلامية ، وأن كثير من قادة الجهاد الأفغاني من مختلي العقيدة ومتورطون مع قوى أجنبية ، وغيرها من الأسباب التي أدّت بالكثير للتوقف عن نصرة الجهاد الأفغاني في سنواته الأخيرة ، وقد كان الشيخ عبد الله عزام رحمه الله يشتكي من هذا الأمر كثيراً (انظر تفسيره لسورة التوبة) ، ولم يكن يعلم ء رحمه الله – بأن هذه الفرقة الضالة هي ابنة المخابرات ، وأنها خرجت من رحم وزير الداخلية كما خرجت القاديانية من رحم الحكومة البريطانية ..). انتهى

و لهذا بحثت في تفسير الشيخ “عبد الله عزام” رحمه الله لسورة التوبة و وجدتُ بعض المقاطع التي تتحدث عن صور جهاد “ربيع المدخلي” و أذنابه في أفغانستان:

قال رحمه الله:
(في هذا الوقت بث الأراجيف، ونشر عيوب الجهاد الأفغاني، وتثبيط الناس عن الجهاد، هذه صفات المنافقين، وإن كان يرددها بعض المسلمين المخلصين لكنها صفات المنافقين، والله عز وجل يحذر من هذه الطبقة كثيرا ، يقول: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ) فسادا (ولأوضعوا خلالكم) بالفساد (يبغونكم الفتنة) وليس هنا الخطر، الخطر على المسلمين الصادقين (وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين)، الخطر على الشاب الطيب القادم من الأردن، أو من مصر، أو من الحجاز بنفس صادقة، وصدر منشرح، يمسكه في بيشاور ويبثه السموم هذا المثبط، فيرجع إلى السعودية يقول جهاد ختم (إنتهى) (وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين) سماهم ظالمين.
ولذلك اتفق الفقهاء على أنه: لا يجوز للإمام أن يسمح للمرجف والمخذل أن يخرج في الجيش لأنه يفسد أكثر مما يعمل، لا يجوز، وإذا هم خرجوا لا يجوز لك أن تسمح لهم، هؤلاء الذين يقولون أن الأفغان منافقون، وأن المجاهدين مشركون، وأن البدع فيهم كثيرة ، هؤلاء لا يجوز لك أن تسمح لهم أن يخرجوا معك، حتى لو أرادوا الخروج.
(فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا)
(التوبة: 38)
ممنوع، ولو خرجوا، الإمام أو الأمير أو قائد المعركة لم يرجعهم خوفا من الفتنة، لأنه أحيانا إذا أرجع منهم واحدا زعيما يخشى الفتنة على الطيبين، لو خرجوا وقاتلوا لا يستحقون لا غنيمة ولا فيئا ولا يرضخ لهم ء لا يعطون شيئاـ، من هؤلاء؟ المرجفون والمخذلون.
من هو المرجف؟ الذي ينشر الأراجيف، يعني: الأخبار السيئة عن الجيش المسلم، ويقول عن الجيش الكافر أنه قوي، ولو خرجتم لأبادكم، وإذا دخلتم المعركة ستموتون، أنتم مجانين؟ تريدون أن تقاتلوا روسيا، هذا المرجف.
والمخذل الذي يثبط الناس عن المعركة فيقول الحر، الثلج، البرد، الأفغان ناس لا يفهمون عليك، الأفغان ناس لا يجاهد معهم ، هذا يخذل.
والإثنان لا يجوز خروجهما مع الجيش المسلم (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا) فسادا وخيبة وفشلا ، وواحد يخذل الكثيرين، يدخل بينهم، يأتي إلى صدا هنا ويقول تعال، يخلو بك في خيمتك، يا أخي: أنت أين تذهب إلى الأفغان؟ الأفغان معظمهم أهل بدع، هناك جبهة توحيد واحدة، تعال أقول لك عنها، خذ هذا رقم التليفون وهذا العنوان إذهب إلى بيشاور هناك الجهاد، أما هؤلاء فلا تجاهد معهم (حسبنا الله ونعم الوكيل) يعني نترك أفغانستان تسقط. ونذهب إلى جبهة على حدود أفغانستان والله يعلم فيها قتال أو ما فيها بحجة أنهم مشركون، أو أنهم أصحاب بدع، وأنهم يحملون التعاويذ والتمائم، وحسبنا الله ونعم الوكيل. حسبنا الله ونعم الوكيل…. من غلبه أمر فليقل: (حسبنا لله ونعم الوكيل ).
هذا المقطع الرابع: كشف المنافقين وصفاتهم، مكائدهم وفتنهم، أعمالهم في داخل المجتمع المسلم، استهزائهم بالذين يتصدقون، بل استهزاؤهم وتشكيكهم بقسمة الرسول ص للزكاة، (ومنهم من يلمزك في الصدقات) حتى واحد منهم قال عندما قسم الرسول صلى قال: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، الله أكبر.
واحد آخر فقط يريد أن يتفلسف ، الرسول صلى يقسم، قال: اعدل يا محمد. قال: ؛ويحك إن لم أعدل أنا فمن يعدل؟!«.
فهؤلاء الذين رؤوسهم كبيرة وليس فيها ذرة من عقل كثيرون في كل مجتمع، كثيرون (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) يؤذون النبي ويقولون هو أذن، يغتابونه ثم يأتون إليه ويتكلمون معه، فيستمع كل ما يقولون، ويقولون ضحكنا عليه هو أذن، أي يستمع كل ما تقول له ( قل أذن خير لكم) الرسول ص يعرفهم بأسمائهم، لكن ساكت، ماذا يقول؟ أيقتلهم حتى يقال أن محمدا يقتل أصحابه؟! والله ءسبحان اللهء القرآن كأنه يتنزل الساعة، يتنزل الساعة، يعني بعض الشباب في بيشاور وظيفته هكذا، التشكيك، ماذا تفعل بهم؟ إن ضربوا تكون فتنة يقولون العرب اشتغلوا ببعضهم، ماذا نفعل؟ حائرون!! فعلا الإنسان يحتار ماذا يفعل بهم؟ ينصحهم، لا يقبلون النصيحة، يعظهم لا يقبلون الموعظة، يأمرهم لا يطيعون أمره، لا يحترمون رأيه، ماذاتفعل بهم؟ ونحن كلنا ضيوف على هذا الجهاد، والأفغان ناس طيبون محترمون، لا يمسونهم مع أنهم يعلمون أنهم يؤذونهم ، يعلمون.
مرة جئت لسياف، قلت له: يا شيخ سياف مجموعة موجودة في أرباب رود، ليل نهار يستعملون التلفونات، صدقوا في شهر من الأشهر (75) ألف روبية دفع الشيخ سياف فاتورة الهاتف، ويتصل كلما جاء في ذهنه سؤال، ألوه، الشيخ إبن باز ما هو رأيك في كذا؟ وعلى حساب من، على حساب أموال الأيتام والأرامل، (75)، ألف روبية جاء في باله أن يسلم على أخته، أو على أخيه في مكان من الأمكنة، هو ليس عندهم هاتف في الدار، عند جيرانهم، ألوه، نعم، نادي لي أخي أريد أتكلم معه، راحوا والتلفون مفتوح، وكل دقيقة سجل أربعين روبية، يذهبون يدقون الجرس، يطلع أخوه نائم، الدنيا ليل، فيقوم أخوه يتثاءب، قالوا لأخيه يأتي، يغير البجامة، وإذا به يدفع (0001) روبية أو (005) روبية على الأقل حتى يسلم عليه الأخ، قاعدون ماذا يفعلون؟ قلت: يا شيخ هؤلاء قاعدون في أرباب رود وظيفتهم والله التشكيك. التشكيك بالمجاهدين، مشركون، تمائم، تعاويذ، ما إلى ذلك، لا يجوز الجهاد معهم، لا يجوز دفع الزكاة لهم، قلت يا شيخ سياف قاعدون في دارك ويهدمون في بيتك. قال والله هؤلاء ضيوف علي ، أنا أستحي أن أردهم، قال أستحي أن أطردهم من بيتي، وهم لا يستحون، هو رجل حيي، قصير اللسان لا يؤذيهم، وهم كلما كف عنهم ظنوا أنه ضعف، وتمادوا في غيهم؛ هذا المقطع الرابع.
وسبحان الله الإنسان لا يفهم سورة التوبة إلا في جو الجهاد، صدقوا يا إخوه، لا تفهم آيات الجهاد إلا في جو الجهاد، أبدا ، عندما ترى النماذج كأن القرآن يتنزل الساعة ،وكأنه يحل لك مشاكلك، كأن جبريلا يتنزل الآن ءعليه السلامء بهذا الدين.)

وقال أيضا:

(أحيانا الإنسان يصد عن سبيل الله وهو لا يعلم، أحيانا بعمله، أحيانا بقوله، وكم من كلمة أدخلت صاحبها النار!! لذا أنت إمام يقتدى بك، وعلم يهتدى بك، ومعروف، فجاء إليك واحد ليسألك، وأنت تريد أن ترتاح، تنام، جاءك من بلاد بعيدة، تقول له: غدا ترجع إلي ، طيب يا أخي إسمع له دقيقة هذا الرجل، يرجع وهو متألم أن هذا الذي جئنا به من مكان بعيد يفعل كذا أو يقول كذا هكذا قابله، أو أنت جالس في بيشاور وتصد عن سبيل الله، حافظ كل عيوب الأفغان، وبه رتها وملحتها زيادة [أي أضفت عليها البهارات والملح].، فجاء واحد من السعودية أو من الكويت أو من قطر أو من الأردن متحمس للجهاد ويعرف أنك رجل طيب، جئت قبله للجهاد، رآك في أسواق بيشاور قال لك: يا أخي أنت عربي؟ نعم، يا أخي أريد أذهب إلى الجبهة، إلى أي جبهة تدلني؟ يقول له: لا تذهب إلى الجبهة، هؤلاء كلهم مشركون أصحاب بدع، فلان فعل كذا!! طيب أريد أن أذهب إلى كابيسا إلى بنجشير، سمعت أن واحدا اسمه أحمد شاه مسعود يقاتل الروس والله عز وجل نصره كثيرا ، يقول له: هذا يتعامل مع الفرنسيين ومع الأمريكان لا تذهب، وإنجنير بشير سمعنا أنه في تخار وهذا دخل روسيا.. لا، لا، هذا يقتل المسلمين، طيب ما رأيك؟…. هذا لا يقاتل جالس يدرس، وهكذا أقل كلمة صد عن سبيل الله، هذا الرجل بعد هذه المقابلة التي استمرت خمس دقائق يقول: يا ليتنا ما دفعنا ثمن هذه التذكرة وجئنا إلى الجهاد، لا حول ولاقوة إلا بالله على ثمن هذه التذكرة التي أضعناها، ليتني رميتها في وادى القرى ولا جئت، يا ليتني ما ذهبت إلى السفارة الباكستانية عدة مرات وأنا أتردد حتى أعطوني فيزاـيا ليتني…! فكيف إذا كان هذا الشاب موظفا واستقال، ثم كانت هذه المقابلة فصده عن سبيل الله، هذا صد عن سبيل الله، والله عز وجل قال:
(الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم)(محمد: 1)
قرن الصد عن سبيل الله بالكفر، والصد عن سبيل الله هو التثبيط عن الجهاد، سبيل الله إذا أطلقت فهي الجهاد والقتال ، فهنالك أناس لا يعلمون أنهم يصدون عن سبيل الله من قبيل الصدع بالحق، وبيان الحقيقة، لا بد أن يبين الحقائق! وظيفته التثبيط عن الجهاد والتخذيل عنه والصد عن سبيل الله، وكم من الناس صدوا عن سبيل الله كلمة أو كلمات!! وكم من أناس أحيتهم كلمات وحركتهم!! هو لا يعلم هذا الأخ الكريم المحترم الذي يبين عيوب الجهاد الأفغاني أنه يقول للناس: أفطروا في رمضان، ما الفرق بين الجهاد وصوم رمضان، لا فرق أبدا، الجهاد فرض عين والصيام فرض عين، والذي يفطر في رمضان الآن إثمه أقل من الذي لا يجاهد، لأن نفع الجهاد للأمة ونفع الصيام له، يقول ابن تيمية: والعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا ليس أوجب بعد الإيمان من دفعه .)
(……..)
(طيب هذا الذي جاء وسألك يا محترم جاء فاسقا ورجع إلى الله وجاء يكفر عن خطاياه في الجهاد. أنت التقيت به في بيشاور لا بارك الله في تلك الساعة التي رآك فيها!! يسألك عن الجهاد تقول: أترك الجهاد لازم أولا أن تفهم الإسلام، بعدما تفهم إلإسلام تجاهد، أهلا وسهلا، إن شاء الله يفهم الإسلام، ماذا تفهم من الإسلام؟ كم كتابا أنت قرأت عن الإسلام؟ الصحابي كان يأتي يقول: لا اله إلا الله في أثناء المعركة… هل كان يقال له اقعد حتى تختم تفسير القرطبى أو حاشية ابن عابدين، تاريخ البداية والنهاية وفتح الباري في شرح صحيح البخاري؟ كان يعرف لا إله إلا الله، لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولذلك لا أبوبكر ولا عمر يحفظون الحديث، ونرجع نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وهم غير حافظين للحديث ولو كانوا يعرفونه لاحتجوا به عند أبي بكر قال: كيف تقاتلهم وهم يشهدون أن لا إله إلا الله قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم).
http://ar.islamway.net/lesson/9671

و قد يقول قائل, بماذا تستدل أن الشيخ “عبد الله عزام” قال هذا في أمثال ربيع المدخلي؟ لهذا أنقل شهادة احد المداخلة في رده (زعم) على الشيخ “نبيل العوضي”, حيث اعترف أن ربيع المدخلي كان لا يرى الجهاد في بعض المناطق:
(أقول لك يا شيخ نبيل رويدك وعليك بالعدل ، هؤلاء الذين تسميهم ” مرجئة العصر ” على رأسهم ويعرف الناس أن الشيخ ربيع ” حفظه الله تعالى ” ، ربيع بن هادي المدخلي ، الشيخ ربيع كان يرى الجهاد في أفغانستان في بعض المناطق دون بعض ، بل إن الشـــيخ ربيع ” حفظه الله تعالى ” ذهب وقاتل مع الشيخ جميل الرحمن في أفغانستان .)

منقول بتصرف يسير