الهجوم (المدخلي) على علي (حلبي)! اللهمَّ لا شَماتة! (أصدقاء) الأمس (أعداء) اليوم!

من خلال دراستي لتراجم كثيرة من أهل العلم السلفيين –بحمد الله ومنته-، لم أجد في التاريخ ما يشبه الذي يحدُث الآن بين من ينتسبون للسلفية!
قومٌ يجتمعونَ ولا يتحدثونَ إلا عن تَبديع الناس! والطعن في العلماء! وقال (والدنا) فلان! وفلان خرج عن المنهج! وفلان خارجيّ، وفلان تكفيريّ، وفلان قطبيّ، وفلان كذا وكذا…!!!!
مجموعة كالأطفال! لا يعرفون ماذا يريدون! (يفعلون ما يحلو لهم)، ولا هَمَّ لهم إلا الكلام، ولو كان سفسطةً، أو مزلّةً جالبةً غَضبَ الربّ تبارك وتعالى!
هذا (النموذج المريض) لا تجده في سلفنا الصالح! لماذا؟ ببساطة لأنهم أهلَ علم وطالبي حقّ، لا أهلَ باطل أو طلابَ مال.
كنت أقرأ قبل عدة أيام في (منتديات البيضاء) فرحةَ أعضائه بتسجيل (علي الحلبي) في المنتدى، وانهيال كمّ الرسائل الجارفة في التهنئة بهذا (النصر العظيم) على الأعداء!
ثُمّ لم نلبث أياماً إلا وانقلب الأمر! فأصبح القائمون على المنتدى وبعض رواده يطعنون في (حلبيّ)!! سبحان الله!! ماذا حدث؟! صديق الأمس أصبح عدوَّ اليوم؟!
هكذا هم أدعياء السلفية! ليس عندهم معايير شرعية للحكم على الأشخاص والجماعات، وانحرافهم في هذا الباب يجعلهم يتقلّبون في أحكامهم ومواقفهم.
وبالأمس القريب كانت (شِلّة الأُنس) (حلبي ومشهور والهلالي ونصر والعوايشة والجوابرة والعارف) تصول وتجول في تمثيل الدعوة السلفية! ثم انشقّوا! فأصبحوا أحزاباً – مع أنهم يمقتون الحزبية – فأصبح كلّ حزب بما لديهم فرحون!
صاروا ثلاثة أحزاب:
الأول: حلبي ومشهور ونصر والعوايشة والجوابرة (الذي حل محل الهلالي).
والثاني: الهلالي.
والثالث: العارف!!
مع انشقاق بعض الأفراخ وانضمامهم إلى حزب ربيع!!
وكلّ حزب من هذه الأحزاب لها من ينعق لها في المجالس وعلى صفحات (الإنترنت)!
فوجهوا الاتهامات لبعضهم بسرقة الأموال بالملايين!! وداروا يعقدون المجالس لفضح بعضهم بعضاً، فسليم سرق الملايين، ولما قال لهم سليم: أنتم كذلك أخذتم من الأموال التي تأتي لدعم (مركز الألباني) قالوا: هذا تحسين للأوضاع!! ومفهوم تحسين الأوضاع هو: بناء القصور والفلل… إلخ.
ثم أشاعوا على منتدى (سحاب السلفي) أنهم سيُظهرون سرقات العارف العلمية والمالية! لما اتهمهم بتهمٍ شنيعةٍ! وردّوا عليه أيضاً! فلم يرفع بذلك رأساً وسافر إلى بيت المقدس وأشعل الفتنة هناك – وكأن أهلنا في فلسطين بحاجة إلى هذا الدَّعِيّ الذي يُثبّط عن الجهاد باسم السلفية وتحت عنوان (محاربة الحزبية)!! -.
وأمر هؤلاء الناس وأتباعهم عجيبٌ جداً!!! فكلّ واحد منهم يحاول أن يكسب رضى (رأس الفتنة في هذا الزمان) (ربيع المدخلي) ذاك الأحمق الذي فرّق أوصالَ الأمة ومزّقَها بتعصُّبه المقيت، وجهله المديد، عامله اللهُ بما يستحق.
تحزّب علي حلبي مع علي رضا المشرف على المنتديات البيضاء، ومدحَه بقصيدة (عصماء) على وزن (البحر الميت)!! وقد فرحَ رُوّاد ذلك المنتدى قبل أسابيع بالتحاق حلبي بهذا المنتدى – كما أشرت آنفاً -، وكان سرورهم بذلك كبيراً، وكأن المسلمين انتصروا على اليهود!
وتضامنَ معهم منتدى (سحاب السلفي)، ثُمَّ ما كادت فرحتُهم تتمّ، حتى تكلّموا في حلبيّ! فما الذي حصل؟!
تحالفَ الآن هشام العارف ورُواد منتداه المسمّى بـ (منتديات شبكة الدعوة السلفية من المسجد الأقصى) مع منتدى البيضاء ومنتدى سحاب! وكلّ يؤدي الولاء والبراء لربيع المدخلي!! فهو المعصوم الذي لا يخطئ أبداً – شيعية رافضية -!!!!
كيف ذلك؟! هناك خصومة بين حلبي وبين العارف! ولكن ما الذي جرّ علي رضا ومساعده الجاهل (عدّونة) في التحالف مع العارف؟! وكذلك (أحمد بازمول) الذي شتمَ حلبي واتَّهمه!
أمور متشابكة تدلّ على الأمراض النفسية التي يعانيها هؤلاء الجهلة المتعصبة!!!
ظهرَ على منتدى العارف كتاب: (تنبيه الفطين إلى تهافت تأصيلات علي الحلبي المسكين) لكاتبه سعد الزعتري بتقريظ هشام العارف عدوّ الحلبي، وتناقله أصحاب البيضاء وسحاب وانهالوا على الحلبي بالسبّ والشتم!!
واثنى رُوّاد البيضاء على هذا الكتاب وعلى كاتبه ومقرظه! فقال أحمد بازمول: “فجزى الله الشيخ سعد على هذا الكتاب الماتع والرد الجامع على تقولات علي الحلبي على المنهج السلفي الناصع وجزى الله الشيخ هشام العارف على تقديمه الدّال على أنه لمنهج السلف عارف، وقد قرأت هذا الرد كاملاً في يوم واحد بفضل الله تعالى لما فيه من تأصيل ومناقشة بالعدل والانصاف والحق…”.
وتابعه على ذلك مجموعة من محبيه! ثم ما لبث بازمول أن أتى برأي (كبيرهم ربيع)، فقال: “فأُبشّر كُلَّ السلفيين في كلّ مكان بهذه البشرى السارة ألا وهي تزكية الشيخ حامل راية الجرح والتعديل شيخنا ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى لكتاب تنبيه الفطين لتهافت تأصيلات علي الحلبي المسكين بقلم: الشيخ أبي عبدالرحمن سعد بن فتحي بن سعيد الزعتري فقد سألته حفظه الله تعالى عن رأيه في الكتاب؟ فقال حفظه الله تعالى: قد قرأت الكتاب كاملاً، وقد أجاد فيه مؤلفه، وتعقب الحلبي في مسائل كثيرة متعددة جانب فيها الحلبي وجه الصواب، وهو رد علمي قوي ما شاء الله تعالى، جزى الله مؤلفه خير الجزاء. وكتبته في 15/1/1430هـ”.
وسمى بازمول هذه التزكية بـ (إتحاف المتقين بتزكية الشيخ ربيع المدخلي لكتاب تنبيه الفطين).
أقول: ها هو (ربيع) الذي (يُقدّسه) الحلبي! – وما زال – يؤيد هؤلاء الذين فَضحوه وشتموه!!
وقد اتهموا في هذا المنتدى ومتدى سحاب أيضاً الحلبيَّ بأنه يقول القول ثم ينكره، وأتوا بتسجيل صوتي له في ذلك، وأيّدهم (بازمول) فقال: “فعادة المخالف اللجوء إلى التكذيب والإنكار، والعجب أن الشهود عليه كثر وليس فقط الشهود بل وصوته يشهد عليه ويكذبه فعجيب أمر هذا الرجل”.
وهذا اتّهام واضح للحلبي بالكذب والإنكار!!!!
وقد لاحظتُ أن القائمين على هذا المنتدى حذفوا مشاركات بعض الذين ينتصرون لشيخهم (الحلبي)، وقاموا بتحذيرهم بوقفهم عن المشاركة! أفلا يعدّ هذا إرهاباً فكرياً؟!!!
قال أحد المشرفين: “كنت أرى في المواضيع السابقة حول الشيخ الحلبي بعض المتعصبة له يسيئون الأدب مع المشايخ في ردودهم وكنا نصبر عليهم ونحذف تعليقاتهم فقط. لكن بعد ثناء الشيخ ربيع على هذا الكتاب فإنني أحذر كل من تسول له نفسه أن يغمز أو يطعن في الشيخ ربيع أو غيره من المشايخ وسيكون مصير من يفعل ذلك الطرد والتحذير”.
سبحان الله! إذا قال الشيخ ربيع فعنده يقف هؤلاء الجهّال! لأنه (المعصوم) عندهم! فهو لا يخطئ أبداً، وما يقوله هو الحق! فلم يترك حقاً للحلبي الذي يقول دائماً في كتاباته بأن ما يقوله هو الحق! فظهر عندنا أكثر من إمام معصوم (كالشيعة) تماماً!!!
ولم يقف الأمر إلى هذا الحد، بل قال أحد (كبرائهم) وهو علي رضا: “لقد كتبت للشيخ علي الحلبي رسالة طلبت منه التراجع عن قوله (ومن لا يخاف الله في تبديعهم فليُبَدِّعهم، أما أنا فأخاف الله وأتقيه في ذلك)، فرد عليّ برسالة قائلاً: سترى يا فضيلة الشيخ ما يسرك وسأكون عند حسن ظن أخي بِي”.
قلت: أيعقل يا حلبي أن تسمع لرضا وتنـزل عند أمره كالأولاد الصغار، وأنتَ من هو عند أتباعك!!!
والعجيب التحالف الشديد بين منتدى العارف ومنتدى علي رضا ومنتدى سحاب في تعرية صاحبهم الحلبي!!!
ومن الموضوعات التي على منتدى العارف في الطعن في حلبي:
1- (القول البديع في الرد على قاعدة المدعو علي الحلبي باشتراط الإجماع في التبديع).
فعلّق بعضهم عليه قائلاً: “هذه ضريبة التلون”، وقال آخر: “هذه ضربة طيبة على رأسه لعله يستيقظ”!
2- (الرد على علي الحلبي في اتهامه للإمام أحمد بمجالسة الرافضي عبدالرحمن بن صالح الأزدي).
فعلّق روّاد المنتدى على حلبي ووصفوه بـ (التلبيس والخداع والغش وخلط الحق بالباطل، والتدليس) ووصفوه بأنه (موسوس)!! وأنه في سلة أهل البدع!
وقال أحدهم: “هذه الشنشة النشاز! والإسطوانة المشروخة التي يكررها كل مرة!! متبجحاً أنه من أبرز طلاب الإمام الألباني!!! وأن الرد عليه رد على الألباني!! وكذلك: يأكلون باسم الألباني السحت! ويخوفون باسمه الناس!! فهذا والله من أوقح الكذب وأفجر الزور والبهت والإفك!! فالشيخ مقبل الوادعي والشيخ ربيع أكبر طلاب الألباني يا علي!! و بينك وبينهم مفاوز تتقطع دونها أعناق المطي! فاكسر قلمك! وهكذا أهل البدع قاطبة!! يردون عليك بالتزكيات القديمة وكأنهم أخذوا بها “صك غفران”! لا يتحولون عنها ولا يتحول عنها!! وهذا دليل على فساد قلوبهم وعلى تشبعها بالدخن من قديم!! والله المستعان”. انتهى.
3- (بيان حقيقة ما عليه المدعو علي الحلبي).
4- (كشف الأسلوب الملتوي في دفاع الحلبي عن المغراوي).
قال هشام العارف: “جرى اتصال بيني وبين علي الحلبي يوم الأربعاء تاريخ 25/8/1429 بواسطة خالد حماد أبو صالح فكان مما سألته لعلي الحلبي: ماذا تقول في محمد حسان؟ قال: سلفي وأفضل منك، قلت: وماذا تقول في أبو إسحاق الحويني؟ قال سلفي، قلت: وماذا تقول في أبو الحسن المأربي؟ قال: سلفي، قلت: وماذا تقول في المغراوي قال: سلفي. قلت: وهل لك أن تخالف العلماء في أحكامك هذه. قال هذه قناعاتي!!! ولست مقلد، وأنا أنصح!! ومحمد حسان تاب مما هو فيه، قلت: تاب عندك بتوبة مسرحية. وإلا لماذا احتجتم لتسألوه على الهاتف من أجل أن تتوبوه. وهذه الإجابات إن دلّت على شيء إنما تدل على استمرار علي الحلبي في أحكامه المخالفة لأكابر العلماء. ومما قاله لي أنه حمل مجموعة من النصائح من الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ إلى أبو اسحاق الحويني وأنه سلَّمها له بنفسه، فقلت له: وهل عمل الحويني بهذه النصائح؟ قال: نعم وتراجع، قلت له: ومن قال من العلماء أنه تراجع، الذي نراه أنه يزداد سوءا. لا نريد أن تقول أنت أنه تراجع نريد أن نسمع من العلماء الأكابر أنه تراجع”. انتهى.
قلت: وأنت يا حلبي: أما آن الآوان إلى أن ترجع وتتوب؟ فما بقي أحد إلا وبيّن حالك حتى أصحابك!! والفتنة التي أشعلتها في الشباب السلفي لم تُبق ولم تذر، فاتقِ الله.
وأذكّرك بما قاله لك الشيخ أبو مالك في بيته: “يا علي، إن لم تترك ما أنت عليه، فسوف تحدث فتنة لن تستطيع السيطرة عليها”.
فسبحان الله، ما قاله الشيخ حدث بسبب أنك لا ترى إلا نفسك! وإذا وصل الأمر إلى هذا الحدّ فعلى الدنيا والعلم السلام!!
وأذكّرك يا حلبي برؤية صاحبك (محمد موسى نصر) حيث رأى في المنام أنك تجلس وحدك في باص، وهذا الباص لم يستطع أحد أن يوقفه، وحاول نصر إيقافه فلم يستطع، فصار يرميه بالحجارة، ولكنه مضى إلى وادٍ سحيقٍ!! نسأل الله العافية وحسن الخاتمة.
وبعد كتابة هذه السطور ظهر لنا منتدى آخر بإشراف (حلبيّ) سمّاه (كلّ السلفيين) وتصدى فيه لمنتديات البيضاء وسحاب، وبيّن (الإرهاب الفكري) الذي مارسه المشرفون على تلك المنتديات في حقّ أصحابه ومن يدافعون عنه.
وها قد بدأت الحرب بين (أدعياء السلفية)!! والآن حمي الوطيس!
وما أُسِس على باطلٍ فهو باطل.
وما أُسِس على حظِّ النفس والطمع والجشع والشهرة فأنّى له أن يستمر! {فأما الزّبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}.
اللهمَّ إنا نعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، واقبضنا غير مفتونين، وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه.

وكتب: خالد الحايك.