كفر من ترك أعمال الجوارح (الدكتور صالح الفوزان)

ما حكم من ترك جميع العمل الظاهر بالكلية لكنه نطق بالشهادتين ويقر بالفرائض لكنه لا يعمل شيئًا ألبتة، فهل هذا مسلم أم لا؟ علمًا بأن ليس له عذر شرعي يمنعه من القيام بتلك الفرائض؟

الجواب:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
هذا لا يكون مؤمنًا، من كان يعتقد بقلبه ويقر بلسانه ولكنه لا يعمل بجوارحه، وعطل الأعمال كلها من غير عذر فهذا ليس بمؤمن؛ لأن الإيمان كما ذكرنا وكما عرفه أهل السنة والجماعة أنه قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، لا يحصل الإيمان إلا بمجموع هذه الأمور، فمن ترك واحدًا منها فإنه لا يكون مؤمنًا.

أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر الدكتور صالح الفوزان (السؤال السادس)

من لم يعمل بمقتضى لا إله إلا الله، واكتفى بمجرد النطق بها (الدكتور صالح الفوزان)

شهادة أن لا إله إلا الله هي مفتاح دين الإسلام، وأصله الأصيل؛ فهل من نطق بها فقط؛ دخل في دائرة المسلمين؛ دون عمل يذكر؟ وهل الأديان السماوية – غير دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم – جاءت بنفس هذا الأصل الأصيل؟

الجواب:

من نطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؛ حكم بإسلامه بادي ذي بدء، وحقن دمه:
فإن عمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا؛ فهذا مسلم حقًا، له البشرى في الحياة الدنيا والآخرة.
وإن عمل بمقتضاها ظاهرًا فقط؛ حكم بإسلامه في الظاهر، وعومل معاملة المسلمين، وفي الباطن هو منافق، يتولى الله حسابه.
وأما إذا لم يعمل بمقتضى لا إله إلا الله، واكتفى بمجرد النطق بها، أو عمل بخلافها؛ فإنه يحكم بردته، ويعامل معاملة المرتدين.
وإن عمل بمقتضاها في شيء دون شيء؛ فإنه يُنظَر: فإن كان هذا الذي تركه يقتضي تركه الردة؛ فإنه يحكم بردته، كمن ترك الصلاة متعمدًا، أو صرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله. وإن كان هذا الذي تركه لا يقتضي الردة؛ فإنه يُعتبر مؤمنًا ناقص الإيمان بحسب ما تركه؛ كأصحاب الذنوب التي هي دون الشرك.
وهذا الحكم التفصيلي جاءت به جميع الشرائع السماوية.

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/10333

الأعمال داخلة في حقيقة الإيمان (الدكتور صالح الفوزان)

فضيلة الشيخ صالح الفوزان وفقه الله لما يحبه ويرضاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..
فقد كثر الكلام في الآونة الأخيرة بين طلبة العلم حول مسألة مهمة تتعلق بأصل الدين، وسأذكر بعض الأقوال التي أرجو من الشيخ أن يبين هل هي موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة، أم أن فيها شيئًا من الخلل:
1ـ قول بعض الناس: (إن عقيدة أهل السنة والجماعة أن العمل شرط في كمال الإيمان وليس شرطًا في صحة الإيمان)، مع أن من المعلوم أن الإيمان عند أهل السنة قول وعمل، وأنه لا إيمان إلا بعمل كما صرح بذلك بعض أئمة السلف.
2ـ قول بعض الناس: (إن الكفر المخرج من الملة هو الكفر الاعتقادي فقط، أما العمل فلا يخرج من الملة إلا إذا كان يدل على اعتقاد كالسجود لصنم مثلاً، فإنه يعتبر كفرًا لأنه يدل على عقيدة في الباطن لا لمجرد السجود فقط (1) ومثله سب الله أو الاستهزاء بالدين أو نحو ذلك.. فلا يكفر الإنسان بعمل مهما كان).
أرجو من الشيخ – وفقه الله – أن يتفضل ببيان ما في هاتين المقالتين من الحق أو الباطل؟ سائلاً الله تعالى أن يوفقه للصواب، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

الجواب:

الحمد لله
1ـ القول الأول: هو قول مرجئة أهل السنة وهو خطأ، والصواب أن الأعمال داخلة في حقيقة الإيمان فهو اعتقاد وقول وعمل يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهذا قول جمهور أهل السنة لأن الله سمى الأعمال إيمانًا كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [سورة الأنفال: آية2.] الآيتين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الإيمان بضع وسبعون شعبة” الحديث [رواه مسلم في “صحيحه” (1/63) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.].
2ـ هذا في الغالب وهناك أعمال تخرج من الملة كترك الصلاة تكاسلاً وكالسحر تعلمه وتعليمه، ومن نطق بكلمة الكفر مختارًا، وكل عمل لابد أن يصاحبه قصد، فلا يعتد بعمل الناسي والنائم والصغير والمجنون والمكره لعدم القصد. هذا وأنصح لهؤلاء أن يتعلموا قبل أن يتكلموا لأن الكلام في مثل هذه المسائل خطير، ويحتاج إلى علم.
http://alfawzan.af.org.sa/node/3895

حمد العتيق على خطى عبد العزيز الريس

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :

فقد اطلعت على رسالة للأخ الفاضل : حمد بن عبدالعزيز العتيق بعنوان :

(تنبيه الغافلين إلى إجماع المسلمين على أن ترك جنس العمل كفر في الدين)

منشورة في موقع الاسلام العتيق الذي يشرف عليه الأخ عبدالعزيز الريس وعنوان الرسالة عنوان عظيم موافق لعقيدة السلف الصالح في هذه المسألة

ولكن مضمون الرسالة موافق لمذهب المرجئة ! وذلك لأنه هداه الله قد أدخل القول في عمل الجوارح !

وهذا هو مذهب شبابة بن سوار(1) الذي قال عنه الإمام أحمد :

( حكي عن شـبابه قول أخبث من هذه الأقاويل ما سمعت عن أحد مثله) يعني بذلك قول شبابة : (إذا قال فقد عمل بجارحته)!!

ويتضح موافقة الأخ العتيق لقول شبابة من خلال التالي :

1- قوله : ((صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ، ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً ، لا بلسانه ولا بجوارحه ، ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً ، مع زوال المانع ))

أي لو عمل بلسانه لكفاه عن عمل الجوارح ولو عاد للنطق بالشهادتين لكفاه ذلك عن العمل وهذا هو عين قول شبابة !!!!

2- قوله في الجواب عن حديث البطاقة : ( أن هذا الرجل كان يكرر لا إله إلا الله ويداوم عليها ، حتى صار لها هذا الوزن والثقل في الميزان ،

ومن هذه حاله خارج عن محل النزاع ، إذ النزاع فيمن قال : لا إله إلا الله فدخل في الإسلام ، ثم لم يعد لها ولم يعمل خيراً مطلقاً)

3- قوله في موضع ثالث : ( إذ لو كان في قلبه إيمان ، فما الذي يمنعه أن يظهر ذلك على جوارحه ، ولو بتكرار كلمة التوحيد مرة أخرى طوال حياته ، و دهره )

وهذا الفهم الخاطئ لهذه المسألة قد أخذه الأخ العتيق من شيخه عبدالعزيز الريس ، الذي سبقه لهذا التفسير الإرجائي لهذه المسالة بقوله في كتابه الإلمام في شرح نواقض الإسلام :

(الإعراض عن عمل الجوارح بأن لا يعمل شيئاً من أعمال الجوارح مطلقاً بأن ينطق بالشهادتين فحسب ، ويبقى عمره كله لا يعمل ولا يقول شيئاً من الأعمال الصالحة مع قدرته ،

ولا مانع يمنعه ، هذا كفر بإجماع أهل السنة السلفيين .وهذه المسألة المسماة بترك جنس العمل )

فهذه العبارة من الريس مع نشره لرسالة العتيق ، وإبقائه لها في موقعه مع كثرة المناصحين لهما في هذه المسألة

يدل على أنهما هداهما الله على قناعة بهذا القول البدعي الخاطئ

أسأل الله أن يهديهما للحق والصواب

الكاتب: فتى سبيع