الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد :
فقد اطلعت على رسالة للأخ الفاضل : حمد بن عبدالعزيز العتيق بعنوان :
(تنبيه الغافلين إلى إجماع المسلمين على أن ترك جنس العمل كفر في الدين)
منشورة في موقع الاسلام العتيق الذي يشرف عليه الأخ عبدالعزيز الريس وعنوان الرسالة عنوان عظيم موافق لعقيدة السلف الصالح في هذه المسألة
ولكن مضمون الرسالة موافق لمذهب المرجئة ! وذلك لأنه هداه الله قد أدخل القول في عمل الجوارح !
وهذا هو مذهب شبابة بن سوار(1) الذي قال عنه الإمام أحمد :
( حكي عن شـبابه قول أخبث من هذه الأقاويل ما سمعت عن أحد مثله) يعني بذلك قول شبابة : (إذا قال فقد عمل بجارحته)!!
ويتضح موافقة الأخ العتيق لقول شبابة من خلال التالي :
1- قوله : ((صورة المسألة هي في رجل نطق بالشهادتين ، ثم بقي دهراً لم يعمل خيراً مطلقاً ، لا بلسانه ولا بجوارحه ، ولم يعد إلى النطق بالشهادتين مطلقاً ، مع زوال المانع ))
أي لو عمل بلسانه لكفاه عن عمل الجوارح ولو عاد للنطق بالشهادتين لكفاه ذلك عن العمل وهذا هو عين قول شبابة !!!!
2- قوله في الجواب عن حديث البطاقة : ( أن هذا الرجل كان يكرر لا إله إلا الله ويداوم عليها ، حتى صار لها هذا الوزن والثقل في الميزان ،
ومن هذه حاله خارج عن محل النزاع ، إذ النزاع فيمن قال : لا إله إلا الله فدخل في الإسلام ، ثم لم يعد لها ولم يعمل خيراً مطلقاً)
3- قوله في موضع ثالث : ( إذ لو كان في قلبه إيمان ، فما الذي يمنعه أن يظهر ذلك على جوارحه ، ولو بتكرار كلمة التوحيد مرة أخرى طوال حياته ، و دهره )
وهذا الفهم الخاطئ لهذه المسألة قد أخذه الأخ العتيق من شيخه عبدالعزيز الريس ، الذي سبقه لهذا التفسير الإرجائي لهذه المسالة بقوله في كتابه الإلمام في شرح نواقض الإسلام :
(الإعراض عن عمل الجوارح بأن لا يعمل شيئاً من أعمال الجوارح مطلقاً بأن ينطق بالشهادتين فحسب ، ويبقى عمره كله لا يعمل ولا يقول شيئاً من الأعمال الصالحة مع قدرته ،
ولا مانع يمنعه ، هذا كفر بإجماع أهل السنة السلفيين .وهذه المسألة المسماة بترك جنس العمل )
فهذه العبارة من الريس مع نشره لرسالة العتيق ، وإبقائه لها في موقعه مع كثرة المناصحين لهما في هذه المسألة
يدل على أنهما هداهما الله على قناعة بهذا القول البدعي الخاطئ
أسأل الله أن يهديهما للحق والصواب
الكاتب: فتى سبيع